نحن نعيش بالفعل في فترة تبدو فيها الايديولوجيات* وكأنها قد اختفت. إنها فترة « نهاية الإيديولوجيات »، هكذا سمّاها الكثير من الدارسين لعصرنا.
إنّ هذه الظاهرة تكتسب حجما ضخما في أمريكا، وخاصة في فينيزويلا، حيث تحوّلت أغلبية الأحزاب السياسية، التي نشأت أثناء عملية التصنيع، إلى منظمات ذات طابع شعبوي، فارغة تماما من أي محتوى إيديولوجي.
من جهة أخرى، نلاحظ ميلا مستمرا عند مفكرينا المعاصرين إلى البحث عن نماذج في أقطار أخرى لكي يستوردوها ويحاولوا ترسيخها في مجتمعاتنا.
ابتعدت شعوبنا أكثر فأكثر عن جذورها التاريخية، أي عن الشيء الذي يحتوي حتما على المفاتيح لفك شفرة اللغز الرهيب الذي يبقينا في ذهاب ومجيء عبر هاوية التاريخ ونحن على مشارف القرن 21.
إنّ الايديولوجيات هي أدوات تساعدنا على الملاحة لشق العصور والفضاءات، مانحة المجتمعات والأمم وجهات ماسة.
لذلك تجرأنا على انتهاج نموذج ايديولوجي محلي ومترسخ في الجزء الأعمق من أصلنا وفي اللاشعور التاريخي للذات الوطنية بهدف إيجاد سبل سليمة لكي يتقدم شعبنا في طريق المستقبل الوعر والمعقّد، خاصة في هذا السياق الراهن الذي تم إفراغه من الايدولوجيا.
إنّ مشروع مجتمعي يتواجد في قلب فكر الدون (السيّد) سيمون رودريغس**، وهو مشروع مجتمع مبني على التربية الشعبية وعلى الإبداع. إنّ سيمون رودريغس يتصوّر الفكرة الملموسة للجمهورية وينحت معالم الدولة الوطنية ويرسم الخطوط الجغرافية التاريخية لانعكاسها في الزمن.
إيديولوجيا: منظومة الآراء والأفكار والعقائد التي يؤمن بها شعب أو أمّة أو حزب أو جماعة أو طبقة اجتماعية*
سيمون رودريغس: 1769-1854 فيلسوف فينيزيولي بارز، أستاذ ومعلّم القائد الثوري سيمون بوليفار الذي قاد حروبا استقلالية في أمريكا الجنوبية ضد الاستعمار الإسباني في تلك القارة. *
تمهيد « الكتاب الأزرق »
Preliminar de ‘El Libro Azul’, Hugo Chávez
من تأليف: أوغو تشابيس
الترجمة من الاسبانية: محمّد وليد قرين
من هو أوغو تشابيس؟
ولد سنة 1954 وتوفي سنة 2013. رئيس جمهورية فينيزويلا البوليفارية (1999-2013). قائد ومفكرّ سياسي ضد الامبريالية والرأسمالية، ضد الهيمنة السياسية والثقافية العنيفة للولايات المتحدة الأمريكية في العالم وضد كل أشكال الاستعمار والغزو الثقافي الغربي. كان تشابيس متضامنا مع القضية الفلسطينية ومع كل قضايا الشعوب المقهورة في العالم. أوغو تشابيس كان رئيسا وطنيا مكنت سياسته من تحسين الظروف المعيشية للشعب الفينيزويلي كما سجل عهد رئاسته إنجازات إجتماعية، سياسية وإقتصادية هامة عادت بالخير على مواطنيه الفنيزيويليين.
بعض الإنجازات الهامة لأوغو تشابيس:
-
تعميم الدراسة منذ 1998. قرابة مليون ونصف فينيزويلي تعلموا الكتابة ةالقراءة والحساب بفضل حملة تعليم الأميين المسماة مهمة روبنسون 1
-
زيادة عدد الأطفال المتمدرسين . مر عددهم من 6 ملايين في 1998 إلى 13 مليون طفل متمدرس في 2011. تقدر النسبة الحالية للأطفال المتمدرسين بـ93,3 بالمائة في الطور الابتدائي
-
في مجال الصحة، تم تأسيس منظومة الصحة الوطنية العمومية لكي يتمكن كل الفينيزويليين من الاستفادة من العلاج المجاني. تم بناء وافتتاح 7873 مركزا صحيا في فينيزويلا بين 2005 و2012
-
بين 1999 و2011 انخفضت نسبة الفقر إلى 26,5 بالمائة (كانت قبل ذلك 42,8 بالمائة) وانخفضت نسبة الفقر المدقع إلى 7 بالمائة (كانت قبل ذلك تقدر بـ16,6 بالمائة)
-
إنّ تأميم مؤسسة النفط الفينيزويلية في 2003 مكّن فينيزويلا من استرجاع سيادتها في ميدان الطاقة
-
قفز الأجر الأدنى من 100 بوليفار (16 دولار) في 1999 إلى 2047,52 بوليفار (330) في 2012، أي زيادة بنسبة تفوق 2000 بالمائة
-
تقليص عدد ساعات العمل في اليوم. أصبح الفينيزويلي يعمل 6 ساعات في اليوم من دون أن يتم تخفيض أجره الشهري
-
منذ 1999 أرجعت الحكومة الفينيزويلية أكثر من ميليون هكتار من الأراضي إلى الأهالي الأصلية الفينيزويلية (هنود فينيزويلا)
A reblogué ceci sur محمّد وليد قرين Mohamed Walid Grineet a ajouté:
Traduccion al arabe del Preliminar de ‘El Libro Azul’, Hugo Chávez
Texto traducido por: Mohamed Walid Grine
الترجمة من الاسبانية: محمّد وليد قرين
إليكم/إليكن ترجمتي من الاسبانية لتمهيد « الكتاب الأزرق » من تأليف القائد الفينيزويلي الراحل المناهض للإمبريالية والاستعمار أوغو تشابيس.
عنوان النص المترجم: أُوغُو تْشَابِيسْ: من أجل نموذج إيديولوجي محلّي. لا للتقليد!
J’aimeJ’aime