ينقطع الماء عنا نصف يوم أو أيام
والماء الشروب يباع كسلعة
وأصبح ينقسم إلى عدة ماركات
كلها تدعي أنها تبيع لنا مياها معدنية
مهلا، مهلا، مهلا!
ألا يصح أن المياه المعدنية ملكية مشاعة؟!
إيه، نعم، الماء ملك للجميع
لي، لكَ، لكِ، لكم، لكُنّ، لنا
أقصد كل الجزائريين
وليس ملكية خاصة
هناك اخوتنا يعانون من العطش
اسألوا اخوتنا في ولايات كالمسيلة
بسكرة، غليزان، الجلفة، تبسة
دون أن أنسى اخوتنا
في الولايات الجنوبية
لا أتذكر في صغري أنّنا
اشترينا يوما ما ماءً
معبّأ في قارورة
كنا نشرب من الحنفية
أحكي عن الثمانينات والتسعينات وبداية الألفية الجديدة
ولم نتسمم أبدا
أمّا الآن فلا ثقة في الحنفية
لم يعد ماءها نقيا
وأرباب عمل يبيعون لنا الماء
يا لوقاحتهم
ونحن، اللعنة! مرغمين على اشتراءه
اللعنة ثم اللعنة!
المياه المعدنية مسلعة
أرباب عمل يبيعون لنا الماء
لأن القانون الاقتصادي يسمح لهم بتسليع
السائل الأزرق الذي جعل الله منه كل شيء حيا
وفقا للسياسة الاقتصادية التي تسيّر بلدنا
والمسمّاة بقانون السوق الحرة
أعارض هذه السوق الملعونة
وكل سياسة اقتصادية تشجع
تسليع وخوصصة الملكيات المشاعة
وانتهت بتسليع الناس
بقلم: محمد وليد قرين